تعد قراءة بحث علمي عملية مختلفة تمامًا عن قراءة رواية أو كتاب عام أو مقال انطباعي عن العلوم في مدونة أو صحيفة. لا تقرأ الأقسام بترتيب مختلف فقط عن تلك المقدمة، ولكن عليك أيضًا تدوين التفكير نقديا بما تقرأ، وتدوين الملاحظات، والتشكيك بما ليس بدهيا ،وإعادة القراءة، وربما البحث عن أوراق أخرى لفهم بعض التفاصيل أو مقارنة الورقة بغيرها. قد تستغرق قراءة ورقة واحدة وقتًا طويلاً في البداية، لكن كن صبوراً مع نفسك. ستسير العملية بشكل أسرع كلما اكتسبت الخبرة؛ لأن مهارة قراءة الأوراق البحثية وفهمها ضرورية لكل باحث علمي. يقرأ العلماء الأوراق العلمية لأسباب مختلفة، مثل: البقاء على اطلاع بأحدث التطورات، للعثور على أدلة لدعم أفكارهم أو أفكارهم الخاصة، وتوسيع سبل بحثهم، واكتساب معلومات أساسية حول موضوع ما وتحديد كيفية إجراء العلماء الآخرين لأبحاثهم، ومعرفة ما هو مكتوب حول نقطة ما.
سبب قراءة الورقة العلمية هو ما يحدد كيفية قراءتها. اللبدء بالعنوانة والملخص وأحيانا المقدمة يدلك إذا ما إذا كنت تريد تصفح الورقة فقط أو ما إذا كان يجب عليك قراءة الورقة كاملة وبصورة معمقة.
بغض النظر عما إذا كنت تتصفح الورقة فقط أو ما إذا كانت القراءة الشاملة مطلوبة، فإن الهدف النهائي لقراءة ورقة علمية هو الفهم الكامل للمساهمات العلمية التي يقدمها المؤلفون في مجال أبحاثهم. لذلك، فإن قراءة ورقة علمية تختلف تمامًا عن قراءة رواية أو كتاب عام.
تتطلب قراءة بحث علمي من القارئ التحلي بالتفكير النقدي، ثم اتباع الخطوات التالية:
الخطوة 1: النظر في المقال ككل
الخطوة الأولى هي فحص الورقة العلمية ككل. حاول تحديد الغرض من الورقة ومحتواها بالإضافة إلى الجمهور الذي كُتبت من أجله. بعض الأسئلة المحددة لإرشادك خلال هذه الخطوة هي:
ما هي الأفكار الأساسية التي تتناولها المقالة؟
من هم المؤلفون؟ هل انتماءات المؤلفين ذات مصداقية؟
هل المقالة منشورة في مجلة مرموقة؟
الخطوة 2: قم بقراءة المقالة
تتمثل الخطوة الثانية في استعراض الورقة لتحديد المشكلة التي يحاول مجال البحث الذي تقع ضمنه الورقة معالجتها؛ بعبارة أخرى ما هي "الصورة الكبيرة". من الضروري تحديد أي مصطلحات وتقنيات ومفاهيم أساسية غير مألوفة والبحث عنها. سيكون من الصعب فهم الأوراق العلمية بشكل كامل إذا كانت هناك مصطلحات ومفاهيم أساسية لا تفهمها.
الخطوة الثالثة: أعد قراءة المقال
بعد تحديد "الصورة الكبيرة" والبحث عن جميع المصطلحات غير المألوفة والتقنيات والمفاهيم الأساسية، يكون من الضروري إعادة قراءة المقال. يجب أن تكون هذه محاولة مخصصة ومركزة وخالية من الإلهاء تهدف إلى فهم تفاصيل المقالة.
عند قراءة الأقسام المختلفة من الورقة، بدءًا من المقدمة، حاول الإجابة على الأسئلة التالية:
المقدمة:
ما هو الغرض من المقال؟ هل هي مراجعة لدراسات سابقة أم أن المقالة تقدم نتائج جديدة؟
ما هو الموضوع الذي يتم البحث عنه؟ ولماذا هو موضوع مثير للاهتمام؟
ما هو معروف بالفعل عن هذا الموضوع؟
أين الفجوات وكيف تسد هذه المقالة هذه الثغرات؟
ما هي الأسئلة / الفرضيات المحددة التي تم تناولها؟
المنهج والطرق:
ما هي تقنيات البحث المستخدمة وكيف يتم مقارنتها بالتقنيات الأخرى؟
هل الطريقة المستخدمة مناسبة؟
هل تم التغاضي عن أي متغير؟
ما هي الافتراضات التي تم إجراؤها؟
النتائج:
ماذا تظهر الأشكال والجداول؟ قم بمراجعة الأشكال والجداول قبل قراءة تفسيرات المؤلف للنتائج.
كيف ترتبط النتائج بالأسئلة والفرضيات المطروحة في المقدمة؟
هل تم الإبلاغ عن النتائج وتحليلها بطريقة غير منحازة؟
هل توجد طرق أخرى لتفسير البيانات المقدمة؟
المناقشة:
هل تم عمل التفسيرات المناسبة؟
هل هناك طرق لتفسير النتائج لم يتم أخذها في الاعتبار؟
هل تقييم النتائج غير متحيز؟
ما هي الآثار المترتبة على النتائج؟
ما هي الاقتراحات التي قدمت للآخرين للقيام ببحوث مستقبلية حول هذا الموضوع؟
الخطوة الرابعة: نقد وتقييم المقال
الخطوة الأخيرة هي نقد المقال وتقييمه. في حين أنه من المهم ملاحظة أوجه القصور في البحث والطريقة التي يتم بها تقديمه، فمن المهم أيضًا ملاحظة نقاط القوة في الورقة.
بعض الأسئلة لمساعدتك في تقييم الورقة هي:
هل بقي أي شيء غير مكتمل؟ هل طرح المؤلف أي أسئلة / طرح نقاط تُركت بلا إجابات؟
هل إجراءات البحث مقنعة وقابلة للتكرار؟
هل تبويب وإخراج المقال واضح؟
هل كانت هناك أي مشاكل مع قواعد اللغة وتركيب الجملة / استخدام الكلمات؟
ماذا تعلمت؟
وفي ملاحظة أكثر إيجابية:
ما هي الأفكار الجيدة التي تم تقديمها في الورقة؟
ما هي التطبيقات الممكنة لهذه الأفكار؟
ما هي التحسينات التي تقترح إدخالها؟
وفي حال كنت تقرأ الورقة للاستفادة منها في بحثك، فهل هناك أي شيء في الورقة، سواء كانت النتائج أو الأجراءات المستخدمة أو الرسومات، يمكنك استخدامه في بحثك؟