القواعد الأساسية في تحديد المشكلة البحثية
1 ـ وضوح موضوع البحث:
أن يكون موضوع البحث محددا وغير غامض أو عام حتى لا يصعب على الباحث التعرف على جوانبه المختلفة فيما بعد. فقد يبدو له الموضوع سهلا للوهلة الأولى ثم إذا دقق فيه ظهرت له صعوبات جمة قد لا يستطيع تجاوزها، أو قد يكتشف أن هناك من سبقه إلى دراسة المشكلة ذاتها، أو أن المعلومات التي جمعها مشتتة وضعيفة الصلة بالمشكلة. وهذا كله نتيجة عدم وضوح الموضوع في ذهن الباحث وتصوره.
2 ـ تحديد المشكلة: وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة بحيث تعبر عما يدور في ذهن الباحث وتبين الأمر الذي يرغب في إيجاد حل له. ولا يتم صياغة المشكلة بوضوح إلا إذا استطعت تحديد العلاقة بين عاملين متغيرين أو أكثر. ومن ثم تصاغ بشكل سؤال يتطلب إجابة محددة.
3 ـ وضوح المصطلحات: يحذر المتخصصون من إمكانية وقوع البحث في متاعب وصعوبات نتيجة إهمال الباحث وعدم دقته في تحديد المصطلحات المستخدمة.
والاصطلاح هو ذلك المفهوم العلمي أو الوسيلة الرمزية التي يستخدمها الإنسان في التعبير عن أفكاره من أجل توصيلها للآخرين فهي إذن التعريفات المحددة والواضحة للمفاهيم الإنسانية ذات الصفات المجردة التي تشترك فيها الظواهر والحوادث والوقائع دون تعيين حادثة أو ظاهرة معينة.
وتحديد المشكلة أو الإشكالية ليس أمرا سهلا كما يتصور البعض حيث أنه يتطلب من الباحث دراسة جميع نواحي المشكلة ثم تعريفها تعريفا واضحا والتثبت من أهميتها العلمية حتى تكون جديرة بالدراسة. فيقوم الباحث بقراءة مبدئية عنها ويستنير بآراء المختصين في ذلك المجال.
ويذهب بعض الباحثين إلى القول بأن أفضل طريقة لتحديد الإشكالية هي وضعها في شكل سؤال يبين العلاقة بين متغيرين. ويمكن للباحث أن يحدد الإشكالية دون وضعها على شكل سؤال.
ـ صياغة الفرضيات: بعد أن يحدد الباحث المشكلة، ينتقل إلى مرحلة الفرضيات المتعلقة بموضوع البحث. ولا يعني هذا أن الفرضيات تأتي في مرحلة فكرية متأخرة عن مرحلة الإشكالية وما الفرضيات إلا إجابات مبدئية للسؤال الأساسي الذي يدور حوله موضوع البحث.
ويعد الافتراض حلا مبدئيا لأن موضوع البحث لا يكون في صورته الأخيرة الواضحة وتأخذ الافتراضات بالتبلور والوضوح كلما اتضحت صورة البحث.
فالافتراضات ما هي إلا تخمينات أو توقعات أو استنتاجات يتبناها الباحث مؤقتا كحلول لمشكلة البحث فهي تعمل كدليل له. ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو إلا عبارة مجردة لا تحمل صفة الصدق أو الكذب. بل هي نقطة انطلاق للوصول إلى نتيجة يستطيع عندها الباحث من قبول الفرض أو رفضه.
وقد وجد الباحثون والمختصون أن الافتراضات الجيدة تتميز بالصفات التالية:
ـ أن يكون الفرض موجزا مفيدا وواضحا يسهل فهمه.
ـ أن يكون الفرض مبنيا على الحقائق الحسية والنظرية والذهنية لتفسير جميع جوانب المشكلة.
ـ أن يكون الفرض قابلا للاختبار والتحقيق.
ـ أن لا يكون متناقضا مع الفروض الأخرى للمشكلة الواحدة أو متناقضا مع النظريات والمفاهيم العلمية الثابتة.
ـ تغطية الفرض لجميع احتمالات المشكلة وتوقعاتها، وذلك باعتماد مبدأ الفروض المتعددة لمشكلة البحث.