ثالثا: أنواع البحث العلمي حسب النشاط
أ ـ التنقيبي الاكتشافي:
ويتركز المجهود والنشاط العقلي فيه على اكتشاف حقيقة جزئية معينة ومحددة بواسطة إجراء عمليات الاختبارات والتجارب العلمية والبحوث التنقيبية من أجل ذلك. ولا يقصد به تعميم النتائج أو استخدامها لحل مشكلة معينة، إنما جمع الحقائق فقط دون إطلاق أحكام قيمية عليها.
ومن أمثلة البحوث التنقيبية البحوث التي يقوم بها العالم الطبيب في معمله لاختبار دواء جديد ومدى نجاعته، والبحوث عن السيرة الذاتية لشخصية إنسانية معينة, والبحث الذي يقوم به الطالب في اكتشاف مجموعة المصادر والمراجع المتعلقة بموضوع أو فكرة معينة.
ب ـ البحث التفسيري النقدي:
وهو نوع من البحوث العلمية التي تعتمد على الإسناد والتبرير والتدليل المنطقي والعقلي من أجل الوصول إلى حل المشكل. ويتعلق هذا النوع من البحوث غالبا ببحث وتفسير الأفكار لا الحقائق والظواهر.
ويعتبر البحث التفسيري النقدي ذو قيمة علمية هامة للوصول إلى نتائج عند معالجة المشاكل التي تحتوي على قدر ضئيل من المعلومات والحقائق. ويشترط فيه الشروط التالية:
ـ أن تعتمد المناقشة التفسيرية وتتركز حول الأفكار والمبادئ المعروفة والمسلم بها أو على الأقل أن تتلاءم الدراسة والبحث وتتفق مع مجموعة الأفكار والنظريات المتعلقة بموضوع البحث.
ـ يجب أن يؤدي البحث التفسيري إلى بعض النتائج والحلول أو أن يؤدي إلى الرأي الراجح في حل المشكلة المطروحة للدراسة.
ـ يجب أن تكون الحجج والمبررات والأسانيد ومناقشتها أثناء الدراسة التفسيرية والنقدية واضحة ومعقولة ومنطقية ومضبوطة.
ج ـ البحث الكامل:
وهو البحث الذي يستهدف إلى حل مشكلة والتعميم منها. ويستخدم هذا النوع من البحوث كلا من النوعين السابقين التنقيبي والتفسيري , أي جمع الحقائق والتدليل عليها, إلا أن يذهب إلى أبعد من كليهما، حيث يضع الافتراضات المناسبة ثم يقوم الباحث بجمع الحقائق والأدلة وتحليلها من أجل قبول الافتراضات أو رفضها، وبالتالي يتوصل إلى نتائج منطقية تقوم لحل المشكلة على التدليل الحقائقي والتي تمكنه من وضع التعميمات التي تستخدم في الحالات المماثلة.
د ـ البحث العلمي الاستطلاعي:
البحث الاستطلاعي أو الدراسة العلمية الكشفية الصياغية الاستطلاعية هو البحث الذي يستهدف التعرف على المشكلة فقط. وتقوم الحاجة إلى هذا النوع من البحوث عندما تكون المشكلة محل البحث جديدة لم يسبق إليها أو عندما تكون المعلومات أو المعارف المتحصل عليها حول المشكلة قليلة وضعيفة.
هـ ـ البحث الوصفي والتشخيصي:
وهو الذي يهدف إلى تحديد سمات وصفات وخصائص ومقومات ظاهرة معينة تحديدا كميا ونوعيا.
و ـ البحث التجريبي:
يتحدد عن طريق التعرف على المنهج التجريبي الذي سنأتي إلى دراسته دراسة مفصلة. ويكفي هنا القول: أن البحث التجريبي هو الذي يقوم على أساس الملاحظة والتجارب لإثبات صحة الفروض، وذلك باستخدام قوانين علمية عامة.