قبل أن تبدأ يجب عليك أن تضع في الحسبان بعضًا من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها متعلمو اللغات في اللحظة التي يقررون فيها تعلم لغةً جديدةً. إذا كنت تريد أن تحظى بتجربة تعلم لغة ناجحة يجب عليك أن تتفادى الوقوع في هذه الأخطاء:
أ- الخوف من ارتكاب الأخطاء
ويندرج تحت هذا الوضع حالتان:
الأولى: أن يتخلى متعلمو اللغة عن فكرة التعلم حتى قبل أن يبدؤوا.
فحالما يتخذ المتعلمون قرار تعلم لغة جديدة، تجدهم يتخلون بكل بساطة عنه. لأنهم يعتقدون أنهم لن يفلحوا بهذا الأمر فـ"لماذا العناء"؟!
ربما ليس عليك الاستسلام بسهولة. يمكنك إما أن تختار لغة أخرى يمكنك تعلمها أو تظل على اختيارك الأول ولكن أن تكون ذا عزيمة. لا تقرأ الكتب فحسب بل هناك الكثير من الأدوات التي حولك اليوم مثل: مشاهدة مقاطع اليوتيوب، أو الدردشة مع الناطقين بهذه اللغة على الإنترنت، أو مشاهدة الأفلام... ونحو ذلك. وبهذا يمكنك جعل وسائل تعلمك اللغة الجديدة أسهل وأمتع.
الثانية: إن متعلمي اللغة الذين يُحبَطون بسرعة لأنهم يظنون أنهم لن ينجحوا في نطق الكلمات أو التحدث بصورة صحيحة.
قد تشعر بالإحباط بعد عدد من الجلسات أو الحصص إذا لم تتمكن من نطق الكلمات بشكل صحيح. وقد يكون ذلك محبطًا أكثر إذا كنت ترتاد مدرسة لغة وكان زملاؤك ينطقون الكلمات بشكل طبيعي بعكسك. مع ذلك يجب ألا تشعر بالسوء أبدًا، فكونك تعاني من بعض المشاكل في النطق الصحيح في البداية لا يعني أبداً أنك لن تنجح في التحدث باللغة بشكل صحيح.
تعلم من أخطائك وحاول أن تتعامل معها بنوع من الفكاهة. ففي النهاية، قد يفيد النطق أو اللفظ الخاطئ ويثري تجربتك في تعلم اللغة، كونها ستدفعك للانتباه أكثر، والتركيز على الجوانب الصوتية. وبهذه الطريقة ستكون فرصتك أكبر في أن تكون خبير لغة، على عكس من يحظون ببساطة على قدرات استماع وإنصات جيدة.
ب- غياب الفضول تجاه اللغة التي تريد أن تتعلمها
أن تكون شغوفًا بشيء تتعلمه يجعل التجربة أسهل وخالية من شعور "الملل" الذي كنت تشعر فيه حينما كنت طالبًا في المدرسة. خذ هذا المثال: إذا كانت اللغة البرتغالية تشدك أو الثقافة البرتغالية، فاحتمالات تعلمك للغة ستكون أسرع وسيكون تركيزك فيها أعلى بعكس تجربة تعلمك للغة لا تميل إليها كثيرًا.
وبوضع هذه النقطة في الحسبان، يجب أن تكون شديد الحرص وأن تفكر مليًا قبل أن تقرر أي لغة أجنبية يجب أن تبدأ بتعلمها.
ج- تعلم اللغة الأجنبية "بالطريقة الخاطئة"
تقول عدد من البحوث اللغوية أن أفضل طريقة لاكتساب لغة جديدة هي بالاستماع. هذا يعني الاستماع للمتحدثين الأصليين والأغاني ومشاهدة الأفلام بدون ترجمة، أو فعل أي شيء تريده يجعل ببساطة دماغك يتهيأ للغة الجديدة. وتشير الدراسات بأنه من خلال اعتماد أسلوب الاستماع أولاً فإن باقي خطوات اكتساب اللغة الأجنبية التحدث، والقراءة، والكتابة ستأتي بطريقة طبيعة. وتعتمد هذه الفكرة على نفس المبدأ الذي يكتسب فيه الأطفال لغتهم الأم. يبدو ذلك واضحًا جدًا! وإذا كنت تشعر وكأنك تريد أن تتدرب على نطق بعض الكلمات أو قراءة النصوص القصيرة خلال مرحلة " الاستماع" فأفعلها ولا تتردد!
د- المبالغة في ساعات الدراسة
ولكن، كيف يمكنك أن تكون طليقًا باللغة إذا لم تدرس بجد لساعات طويلة؟ يفضل أن تبدأ بتعلم اللغة الأجنبية بشكل متصاعد حتى لا تفقد حماسك وتكون تحت الضغط. فبهذه الطريقة ستكون قادرًا أيضًا على إبقاء تركيزك متقدًا لفترة طويلة مما يجعلك تجيد تلك اللغة.
ه- التمسك بطريقة تعلم واحدة:
يشعر بعض متعلمي اللغة بالراحة عندما يستخدمون طريقة واحدة لتعلم لغة جديدة مثل: قراءة الكتب ولا يريدون ببساطة أن يواصلوا ويجربوا تنمية المهارات اللغوية من خلال طرق أخرى وباستخدام أدوات أخرى.
يجب أن تفرق بين تعلم اللغة بوتيرة بطيئة وبين تجنب الانتقال إلى الخطوة التالية. لذا امزج بين قراءة النصوص والاستماع إلى الأغاني وتعلم القواعد النحوية وبهذا ستحصل على تجربة تعلم شاملة.
وعند اختيار دورة تدريب على اللغة، حاول أن تجد دورة تركز على ممارسة كافة المهارات اللغوية الأربعة (القراءة، والكتابة، والاستماع، والمحادثة).
و- التركيز على المفردات الخاطئة:
وقع الكثير من متعلمي اللغة في هذا الفخ الذي يقتضي بتعلم أكبر قدر من الكلمات، والتركيز على قراءة الكتب المتخصصة لمتعلمي اللغة ذوي المستويات المتقدمة والمتقنين. إن إثراء حصيلتك اللغوية في اللغة الأجنبية أمر ضروري لأن تتحدث بطلاقة، ولكن يجب عليك أولاً أن تبدأ بتعلم كلمات المحادثات الأساسية. عندما تنمي حصيلتك من المفردات الجديدة فإنه من المرجح أن تبدأ بالحديث عن الأمور اليومية التي تحدث في حياتك، مثل: هواياتك، وأصدقائك، وعائلتك، أو ما ترغب في أكله... الخ.
وبعد أن تكتسب القدرة على الحديث بطلاقة على مستوى التخاطب، يمكنك حينها الانتقال وإثراء مفرداتك بكلمات وعبارات أكثر تعقيداً أو حتى أن تركز على إتقان مصطلحات معينة في مجال معين (على سبيل المثال: القانون، والأعمال التجارية...الخ).
ز- فقدان رغبتك بمرور الوقت
قد تكون متعلم لغة متحمسًا حقًا وبدأت في تعلم كلمات جديدة وأصبحت بالواقع تجيد التحدث باللغة، ولكن في اللحظة التي تتعلم فيها قواعد النحو يهبط مستوى همتك وينخفض. فقد لا تفهم ببساطة كيفية تركيب وترتيب مكونات الجملة (الفعل، والفاعل، والمفعول به) لأنه قد لا يبدو طبيعيًا ومقنعًا عما تعلمته أو اعتدت عليه.
ثم تبدأ بالاستماع أو الحديث مع الناطقين باللغة وتدرك أنك لا تستطيع مواكبة سرعتهم في الحديث أو أنك لا تفهم ما يقولون بسبب لهجتهم. هذا هو الوضع الطبيعي لمتعلمي اللغة، ولكن هذه المواقف يمكن أن تحدث أيضًا إذا كنت تعلم لغات أخرى أيضًا.
ح- لا تفكر فقط في النواحي الصعبة من القواعد النحوية وتحلى بالصبر عندما تنصت أو تتحدث مع الناطقين باللغة الأصليين.
ط- انظر إلى تعلم اللغة أنه عمل ممتع مسل وليس عبئا مضنيا.